إن الأمن الفكري حالة تشعر الفرد والمجتمع بالطمأنينة على ثقافته ومعتقداته وأعرافه ومكونات أصالته ومنظومته الفكرية المستمدة من الكتاب والسنة من ان يصيبها التشويه أو التشويش أو الاختراق أو الضبابية أو التعتيم.
إنها الحالة التي تجعل كل فرد من أفراد المجتمع جبلاً شامخاً لا تستطيع رياح الشبهات ولا العواصف الكفريات ولا الأعاصير النفاقيات ولا البدع الضلالات من شرقيات أو غربيات ان تهزه أو ان تنال من ثباته على قيمه ومبادئه.
إنه ضرورة دينية حرص عليها الأنبياء لأممهم وأقوامهم فخليل الله إبراهيم يناصح أباه في غاية اللطف ليرده عن مصدر الضلالات والوساوس الكفريات يقول: (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً)
يطلب الأمن بجميع صوره وأشكاله للبلد الحرام وساكنيه من الطائفين والعاكفين والركع السجود، وقد سطر ذلك القرآن في قوله تعالى: (وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً) وقال تعالى ممتناً على قريش: (لإيلاف قريش لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) وقال تعالى: (أو لم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء)
إن الأمن الفكري هو السبيل الوحيد لبلوغ الأمة عزها ومجدها واحرازها خيريتها واستخلافها وتمكينها أيما تمكين، فوحدة الفكر على عقيدة الإسلام تثمر وحدة الشعور بالمسؤولية والواجب وتحيي الضمائر وتدفع إلى المعالي فيتحقق للأمة سعادتها وفلاحها وعزها وكرامتها.
إن فكرنا جزء لا يتجزأ من عقيدتنا وثقافتنا وتأمينه لديننا وإسلامنا، وحراسته حراسة لعقيدتنا وشريعتنا.
وإذا كانت الأمم تسعى إلى الإبداع والعبقرية والنبوغ، فإن الأمن الفكري هو أعظم مناخ للإبداع والنبوغ والعبقرية والرقي والحضارة فإن الحضارات الراقية على مر التاريخ ما قامت إلاّ على فكر حر وبيئة آمنة مطمئنة.
وإذا كان الشباب هم عماد النهضة وأمل المستقبل فبالأمن الفكري نحميهم ونصونهم عن الشبهات وضبابيات الأفكار المنحرفة.
إن مضامين الأمن الفكري لابد أن تكون مستمدة من ديننا ومن مصادره الصحيحة المعتمدة من القرآن والسنة الصحيحة، منسجمة مع مقاصد شريعتنا تدور مع المصلحة والمنفعة حيث دارت، وتحقق الوسطية والعدل ولا مجال لمتأول أو متفلسف أو متعولم في أن يحوم حول الحمى إلاّ بحق عليه نور من القرآن وسنة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام.
فالأمن الفكري ليس مجالاً لتلاعب المتلاعبين ولا لعبث العابثين من أنصاف المتعلمين أو أرباعهم أو أدعياء التفكير والتنوير، قال الله تعالى: (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)]
مشاركة الطالبة / عبير طوهري
مبدعه
ردحذفمعلمتك/فاطمة عكور